الجزائر تحيي الذكرى الخمسين لأولى التجارب النووية الفرنسية بالصحراء الجزائرية
آثار جرائم فرنسا في رفان وإينكر بالجزائر ما زالت قائمة
عام 1960: الرئيس الفرنسي شارل ديغول سمح لخبراء إسرائيليين بحضور تجربة نووية أجرتها باريس في منطقة حمودي بفران في صحراء الجزائر. وسميت بـ “اليربوع الأزرق” تيمنا باللون الأزرق في علمي فرنسا وإسرائيل
شهدت منطقة رفان يوم 13 فبرايرمن عام 1960 بداية سلسلة تجارب الإبادة التي استعمل فيها سكان المنطقة كفئران تجارب، أمام أعين خبراء إسرائيليين. بدأت فرنسا في إنجاز مشروعها النووي بإنشاء محافظة الطاقة النووية بموجب مرسوم 8 أكتوبر 1945. وفي 13 فبراير1960، كانت أول تجربة نووية فرنسية تحت اسم ”اليربوع الأزرق”، بمشاركة خبراء من إسرائيل في منطقة حمودية برفان، وكانت طاقته تعادل ثلاثة أضعاف قنبلة هيروشيما اليابان عام 1945. ورغم تجارب فرنسا النووية الكثيرة إلا أنها لم تصرح رسميا إلا بتفجير أربعة قنابل نووية• وقد جرت التجارب سطحيا ووصلت طاقة كل قنبلة ما بين 10 إلى 70 كيلوطن• وأتبع ”اليربوع الأزرق” تفجير ”اليربوع الأبيض” في 1 ابريل 1960، ثم ”اليربوع الأحمر” في نفس السنة، فـ”اليربوع الأخضر” في 25 ابريل 1961. أما التجارب النووية الباطنية فقد وقعت في منطقة جبل ”إينكر” بالهفار، وقد بلغ عددها ثلاثة عشر• يضاف إليها التفجير الرابع عشر الفاشل الذي تم في 22 مارس 1965، وكلها وقعت في أنفاق حفرها جزائريون معتقلون داخل جبل ”إينكر”، وقد شرع في إنجازها عام .1961 ومن أبرز هذه التفجيرات الباطنية ذلك الذي أطلق عليه اسم ”مونيك” في 18 مارس 1963، والذي بلغت طاقة تفجيره 120 كيلوطن.
يحكي سكان المنطقة كيف أن المكلفين بالتجارب كانوا يميزون السكان الذين استعملوهم كفئران تجارب بقلادات معدنية تحمل أرقاما تسلسلية لمعرفة تأثير الإشعاعات عليهم• كما أصيبت الصحراء جراء تلك التفجيرات بأنواع غير مسبوقة من الأوبئة والأمراض، حتى أصبح السكان يؤرخون بها فيقولون ”عام الموت” و”عام السعال” و”عام الجدري”. وكشف الباحث الفرنسي المتخصص في التجارب النووية الفرنسية برينو باريلو، أخيرا، أن سلطات الاستعمار الفرنسية استخدمت 42 ألف جزائري كـ ”فئران تجارب” في تفجيرها أولى قنابلها النووية في صحراء الجزائر. وعرض باريلو صوراً لمجاهدين جزائريين مصلوبين يلبسون أزياء عسكرية مختلفة، وصوراً أخرى عن حجم الدمار الذي أحدثته القنبلة على بيئة المكان، وما آلت إليه معدات عسكرية (طائرات ومدرّعات) كانت رابضة على بعد كيلومتر من مركز التفجير. وأوضح أنّ الفرنسيين تعمّدوا الإكثار من ضحايا التجريب وتنويع الألبسة، للوقوف على مستوى مقاومة البشر للإشعاعات النووية على مسافات مختلفة• معتبرا أنّ فرنسا مَدينة للجزائر بسبب التجارب النووية التي أجرتها على أراضيها بين 1961 و1966.
للمصادر والتفاصيل:
سلسلة التجارب النووية الفرنسية
متى تُحاكم فرنسا عن تجاربها النووية في الجزائر؟
فرنسا ترفض تعويض جزائريين عن التجارب النووية في الصحراء.
“الجزائر وراء عدم تكفل فرنسا بضحايا التجارب النووية والألغام”!
جزائريون يقاضون فرنسا بلاهاي لتفجيراتها النووية بالصحراء
فرنسا تدّعي تجريب الإشعاعات النووية في الصحراء على جنودها